فضيحة اختراق الهواتف تحجب أقدم صحيفة «فضائحية» في العالم

أسفرت فضيحة اختراق الهواتف النقالة للتجسس على خصوصيات شخصيات لامعة وذوي قتلى في هجمات 7/7 الإرهابية في لندن وجرائم قتل عادية، عن إعلان مالك مؤسسة «نيوز كوربوريشن» روبرت ميردوخ أمس (الخميس) إغلاق صحيفة «نيوز أوف ذي ويرلد» الفضائحية بعد 168 عاماً من الصدور.
مييللي داونر. صحيفة نيوز أوف ويرلد.
وقال إن عدد الأحد المقبل سيكون آخر أعداد الصحيفة الأسبوعية التي توزع 2.4 مليون عدد. وكان تورط الصحيفة في فضيحة اختراق الهواتف النقالة أثار مواجهة ساخنة الأربعاء في مجلس العموم (البرلمان) بين رئيس الوزراء ديفيد كاميرون وزعيم حزب العمال أيد ميللباند، وحمل شركات ضخمة على اتخاذ قرار بحجب إعلاناتها عن الصحيفة التي يمثل توزيعها الكبير إغراءً لأي معلن بنشر إعلاناته على صفحاتها.
وكان قد تكشف أن رئيس التحرير السابق لـ«نيوز أوف ذي ويرلد» أندرو كولسن أمر معاونيه باستئجار شرطي سابق لاختراق الهواتف النقالة الخاصة بممثلين وممثلات ولاعبي كرة قدم ومشاهير وسياسيين للتلصص على محادثاتهم الخاصة وأسرارهم الحميمة لتوفير وقود من الفضائح للحفاظ على توزيع الصحيفة الأكثر توزيعاً في بريطانيا.
وساعد على صبّ مزيد من الزيت على نار الفضيحة أن رئيس الوزراء كاميرون اختار كولسون مديراً للإعلام في رئاسة الحكومة، ما حمل الرأي العام على المطالبة بإقالته فاضطر للاستقالة.
كما أن المديرة المالية لشركة «نيوز كوربوريشن» ريبيكا بروكس كانت رئيسة لتحرير الصحيفة نفسها قبل تفجر الفضيحة الراهنة.
وزاد الفضيحة اشتعالاً أنه اتضح أن الصحيفة اخترقت هاتف الفتاة ميللي دوانر بعد بضع ساعات من مقتلها، وهو ما أثار غضب الرأي العام والمؤسسة السياسية.
ويبدو أن قرار ميردوخ الذي سيخرس صحيفة ظلت تصدر على مدى 18 عاماً يعزى إلى خوفه من أن تؤدي تفاعلات فضيحة اختراق الهواتف النقالة إلى تعطيل صفقة ببلايين الجنيهات يأمل بأن يتمكن عبرها من تملّك شركة «بي سكاي بي» التي تملك أكبر شبكة للقنوات الفضائية في بريطانيا.